
أكد الجيش الإسرائيلي بشكل رسمي مقتل الأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله” إلى جانب قادة آخرين للحزب، في الغارات التي استهدفت “المقر المركزي للحزب” يوم أمس الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل الحزب، وأضاف الجيش أن طائراته ألقت أكثر من 85 قنبلة على المقر لضمان اغتيال نصر الله، في غارة هي الأعنف منذ حرب 2006 بين الحزب وإسرائيل.وتنقل وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الجيش الإسرائيلي تأكيده مقتل نصر الله في الغارة التي استهدفت ما دعته بالـ “المقر المركزي لحزب الله” الواقع في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الجمعة الموافق لـ 27 أيلول/سبتمبر 2024.
وأضافت وسائل إعلام أمريكية نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن قادة في حزب الله إضافة إلى عناصر من فيلق القدس كانو في المقر الذي تم استهدافه، فيما قالت إسرائيل أنه لم يتم قتل “هاشم صفي الدين”، القيادي البارز المتبقي من قيادة الصفوف الأولى للحزب.
وأفاد بيان عسكري إسرائيلي بأن الغارات أسفرت أيضاً عن مقتل علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية لحزب الله، والذي حاولت إسرائيل اغتياله يوم الاثنين الماضي، دون أن تنجح بذلك.
وجاء في البيان الإسرائيلي: “نُفِّذت الضربة بينما كانت القيادة العليا لحزب الله تعمل من المقر وتخطط لنشاطات إرهابية ضد مواطني دولة إسرائيل”.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر إسرائيلية مطلعة أن مسؤولين كبار من فيلق القدس ومن حزب الله كانوا في الموقع المستهدف وما زال “مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة”.
وأضافت الصحيفة أن “حزب الله فقد الاتصال بالعديد من كبار مسؤوليه عقب الانفجار”.
واكتفى حزب الله بالتعليق على الخبر بأن “الاتصال قد فقد” مع نصر الله منذ مساء يوم الجمعة، دون تأكيد أو نفي فيما إذا كان نصر الله قد قُتل أم لا.
وفي تفاصيل العملية، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن طائرات الجيش الإسرائيلي من طراز “إف-35” ألقت ما لا يقل عن 85 قنبلة خارقة للتحصينات تزن طنا من المتفجرات على ما اسمته “المقر المركزي لحزب الله” في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، في تمام الساعة 15:30 بالتوقيت المحلي لبيروت.
وعقب “الضربة العنيفة”، على حسب تعبير بيان الجيش، شنّت إسرائيل سلسلة من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية مساء الجمعة، ما أحدث دويا هائلاً في المكان.
ووقعت الغارة في منطقة تعج بالأبنية السكنية والمدنيين، محدثةّ دماراً هائلاً في المكان. وتسببت بحفر ضخمة يصل قطرها إلى خمسة أمتار ومتسببة بانهيار العشرات من المباني في أحياء واسعة من الضاحية فيما بقيت ألسنة اللهب تتصاعد حتى صباح اليوم.
وفي هذا السياق، قال هرتسي هاليفي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، السبت، أن عملية اغتيال نصر الله وضربة الضاحية “تم التخطيط لها منذ زمن طويل” إلى أن وصلت “المعلومة الذهبية” وتم استهداف المقر “بقدر كبير من الدقة”، وفق تعبير القناة 12 الإسرائيلية.
واستطرد هاليفي بالقول أن إسرائيل تتحضر للمضي قدماً، وأنها على أتم الجاهزية للخطوات المقبلة “بالتنسيق مع أجهزة أخرى”.
وإلى جانب الأنباء غير المؤكدة من قبل الحزب، أفادت وزارة الصحة اللبنانية بسقوط ستة قتلى وأكثر من 91 جريحاً في صفوف المدنيين، في حصيلة غير نهائية.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي خلال الليل أن الطيران يحلق في محيط مطار بيروت “لمنع إيران من إرسال شحنات أسلحة للحزب عبره”، وقال الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري “لن نسمح لأي طائرات عدائية محملة بالعتاد العسكري بالهبوط فيه”.
ووصف البيان العسكري الإسرائيلي حسن نصر الله بأنه “صانع القرار المركزي في الحزب وزعيمه الاستراتيجي”، فيما يعتبر مسؤولون إسرائيليون أن مقتل نصر الله قد يكون بمثابة “نقطة تحول”، بحسب وول ستريت جورنال.